الجمعة، 25 يناير 2013

فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى وذات قيمة عالية


فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى وذات قيمة عالية

التمور.. أسرع المواد الغذائية هضماً وامتصاصاً وإمداداً للجسم بالطاقة

*الدكتور خالد بن ناصرالرضيمان

التمر فاكهة مباركة، اختارها الله تبارك وتعالى طعاماً لمريم البتول وقت مخاضها، فيقول في محكم آياته:
{وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا}مريم ,25. وأوصانا رسولنا الكريم (انقر الصورة لتكبيرها) أن نبدأ به فطورنا بعد الصيام، وهذه السنة النبوية المطهرة فيها إرشاد طبي وفوائد وحكم عظيمة.. فعن أنس - انقر الصورة لتكبيرها - «أن النبي (انقر الصورة لتكبيرها) كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات،فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء»
.. رواه أبو داود والترمذي.
عندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره فإنه يحتاج في تلك اللحظات إلى مصدر طاقة سريع يدفع عنه الجوع ويصل بأسرع ما يمكن إلى المخ وسائر الأعضاء لإمدادها بالطاقة.. وأسرع المواد الغذائية في الهضم والامتصاص والإمداد بالطاقة هي السكريات،فالجسم يستطيع امتصاصها بسهولة خلال دقائق معدودة، خاصة لو كانت المعدة والأمعاء خالية كما هو الحال في الصيام وكانت تلك السكريات في الصورة الأحادية.

وإذا أمعنا النظر في نص الحديث الشريف السالف الذكر فإننا نجد أن رسول الله (انقر الصورة لتكبيرها) قدم الرطبات (والذي يحتوي على رطوبة تقدر بأكثر من 30٪ من وزنه الطازج) على التمرات (والذي يحتوي على رطوبة تقدر بأقل من 20٪ من وزنه الطازج) للصائم عند فطوره، خلافاً لأحاديث أخرى تقدم التمر عند التصبح بها (لقوله انقر الصورة لتكبيرها «من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم «نعم سحور المؤمن التمر» رواه ابن حبان والبهيقي)، ولعل في ذلك رحمة من رسول الله (انقر الصورة لتكبيرها) بالمسلمين، فنوعية السكريات الغالبة بالرطب تختلف عن تلك الغالبة بالتمر.. وبصفة عامة فإن السكريات الموجودة في التمر أغلبها من نوعين السكريات الأحادية (الجلوكوز والفركتوز) والسكريات الثانية (السكروز).. وتعتبرالسكريات الأحادية الأسهل امتصاصاً والأسرع انتقالاً للدم مباشرة، ولا يستغرق امتصاص هذه النوعية من السكريات وانتقالها في الدم ووصولها إلى أعضاء الجسم المختلفة إلا دقائق معدودة.. أما السكريات الثنائية (السكروز) فيجب أن تمر بعمليات كيميائية حيوية تتحول فيها هذه السكريات الثنائية إلى سكريات أحادية حتى يمكنها التحرك في الدم لتحقيق الغاية المطلوبة منها.. ومن البديهي أن الوقت اللازم لاستفادة الجسم من السكريات الثنائية أطول مقارنة بالسكريات الأحادية.
ويوضح لنا جدول (2) أن الرطبات تحتوي على نسبة عالية من السكريات الأحادية فيكون تأثيرها أسرع بينما تحتوي ثمار التمر على نسبة عالية من السكريات الثنائية مما يتطلب وقتاً أطول لتحويلها عن طريق الهضم إلى سكريات أحادية وهنا تجلت عظمة رسول الله (انقر الصورة لتكبيرها) عندما طلب من المسلمين أن يكون فطورهم في شهر رمضان على رطبات، ويقول الله في محكم آياته
" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى "
(4) سورة النجم.. ولعل الله تعالى قد أمر مريم أنتأكل رطبات وقت مخاضها لحاجتها السريعة للطاقة التي تعينها على عملية المخاض.

والتمر فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى، وتعتبر التمور من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية.. ويعد التمر غذاءً مثالياً كافياً للإنسان إذا ما أضفناإليه الحليب، وذلك لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض العضوية والدهون والبروتينات والألياف الغذائية وغيرها، كما أنه يحتوي على كميةكبيرة من مضادات الأكسدة وأيضاً يحتوي على كميات لا بأس بها من الفيتامينات مثل فيتامين ج وفيتامين ء ومجموعة فيتامينات الافطار في رمضان

ومن العادات المحببة لدى المسلمين الإفطار على رطبات في شهر رمضان حيث تعطي الصائم جرعة مركزة من الغذاء السريع الامتصاص تخفف من شعوره بالجوع وشراهته للأكل، كما تنشط العصارات الهضمية وتقي من الإمساك وتعدل الحموضة في المعدة وفي الدم، ولقد أظهرت الدراسات الاحصائية لعدد من الأسر السعودية في مناطق متفرقة من المملكة العربية السعوديةجدول (1) أن المجتمع السعودي يفضل تناول الرطب عن البسر والتمر.

وأيضا من الفوائد الغذائية والعلاجية للرطب:


1-
مقوى عام للجسم ويعالج فقر الدم و يمنع اضطراب الأعصاب لما يحتويه من نسبة عالية من السكر والبوتاسيوم.

2-
زيادة افراز الهرمونات التي تحفز افراز اللبن للمرضعة (مثل هرمون برو لاكتين) وذلك لما يحتويه من جليسي وثريونين.

3-
يستخدم لعلاج حالات الإمساك المزمن لتنشيطه حركة الأمعاء ومرونتها بما تحتويه من ألياف سيليولوزية.

4-
الوقايةمن السرطان: يعتبر التمر والرطب من أهم الأغذية التي تلعب دوراً وقائياً ضد مرض السرطان وذلك لما تحتويه من فينولات ومضادات أكسدة.

5-
تنشيط الجهازالمناعي: إن التمر من أهم الأغذية الغنية في محتواها من المركبات التي تنشط الجهازالمناعي، فهي غنية في محتواها من مركب «بيتا 1 - 3 ذي جلوكان» ومن أهم فوائد هذاالمركب تنشيط الجهاز المناعي بالجسم وأيضا لها مقدرة على الاتحاد والإحاطة والتغليف للمواد الغريبة بالجسم. وكذلك يتعرف على مخلفات الخلايا المدمرة بالجسم نتيجةتعرضها للأشعة (مثل أشعة الحاسب الآلي أو أشعة اكس الطبية او أشعة التليفون الجوالات و الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة المنبعثة من الرحلات الجوية) ويحتويها ويدمرها.

-------------


*رئيس قسم إنتاج النبات ووقايته


كلية الزراعة والطب البيطري - جامعة القصيم
منقول

ليست هناك تعليقات: