تفسير سوره الناس لإبن عثيمين
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَـهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.*
{قل أعوذ برب الناس}*وهو الله عز وجل، وهو رب الناس وغيرهم، رب الناس، ورب المﻼئكة، ورب الجن، ورب السموات، ورب اﻷرض، ورب الشمس، ورب القمر، ورب كل شيء، لكن للمناسبة خص الناس.
{ملك الناس}*أي الملك الذي له السلطة العليا في الناس، والتصرف الكامل هو الله عز وجل.
{إله الناس} أي مألوههم ومعبودهم، فالمعبود حقًّا الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه هو الله عز وجل.
*{من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس}
*{الوسواس} قال العلماء: إنها مصدر يراد به اسم الفاعل أي: الموسوس. والوسوسة هي: ما يلقى في القلب من اﻷفكار واﻷوهام والتخيلات التي ﻻ حقيقة لها.
{الخناس} الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل وهو الشيطان. ولهذا إذا نودي للصﻼة أدبر الشيطان له ضراط حتى ﻻ يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب للصﻼة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل ﻻ يدري كم صلى.
ولهذا جاء في اﻷثر: «إذا تغولت الغيلان فبادروا باﻷذان»، والغيلان هي الشياطين التي تتخيل للمسافر في سفره وكأنها أشياء مهولة، أو عدو أو ما أشبه ذلك فإذا كبر اﻹنسان انصرفت. وقوله:{من الجنة والناس} أي أن الوساوس تكون من الجن، وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجن فظاهر ﻷنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأما وسوسة بني آدم فما أكثر الذين يأتون إلى اﻹنسان يوحون إليه بالشر، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلبه وينصرف إليه.*
هذه السور الثلاث: اﻹخلاص، والفلق، والناس كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفه ومسح بذلك وجهه، وما استطاع من بدنه، وربما قرأها خلف الصلوات الخمس. فينبغي لﻺنسان أن يتحرى السنة في تﻼوتها في مواضعها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق