الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

كيف تقضي على الأفكار التسلطية وخاصة ما يتعلق بالدين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل .. أختي الفاضلة ،،

سأحدثكم عن أمر قد يفاجئكم قليلا وهو أن الوسواس العقدي هو أول وسواس شيطاني أزعج الإنسان المسلم منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى وقتنا هذا .

حيث أنه قديم جدا وقلما يخلوا منه مسلم مهما زاد إيمانه أو نقص ولكن تختلف درجته من شخص إلى آخر فمنهم من يمر عليه سريعا ويزول ومنهم من يشقيه هذا الداء سنوات عدة ويسبب له المتاعب والمصاعب حتى يبدأ بالانهيار ومن ثم التفكير بالانتحار .
ومنهم بين ذلك ليس بالشديد ولا بالخفيف بل هو بينهما وهو المتوسط .

وكل موسوس في هذه الدنيا مر أولا بوسواس العقيدة قبل كل شيء ثم بدأت الأعراض الأخرى تأتيه واحد تلو الآخر .

ما أريد أن أصل إليه هو أنك يا من أصبت بهذا الداء لست الوحيد التي أصبت بهذا الداء بل أصيب به خير هذه الأمة بعد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم أتدرين من هم؟

إنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

ولقد أشرف على علاجهم من هذا الوسواس خير الخلق أجمعين والذي لا ينطق عن الهوى عليه صلوات ربي وسلامه عليه .
ولقد شفي الصحابة كلهم من هذا الداء بفضل الله أولا ثم بفضل وصفة الدواء التي وصفها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأنا ممن أصيب بهذا الداء وتأذى منه كثيرا .. ثم شفيت منه بفضل الله أولا ثم بفضل علاج رسولنا صلى الله عليه وسلم .

فلا تحزنوا ولا تيأسوا فالشفاء قريب جدا وأنا أبشركم أيها العقلاء أنكم ستشفون منه بإذن الله بعد أسبوع فقط من تطبيق العلاج الذي سأطرحه عليكم

قبل أن أدخل في العلاج سأحدثكم عن معاناتي والتي لم أخبر بها أحد من قبل حيث أول ما بدأ الوسواس بي بدأ بالعقيدة حيث بدأ يشككني بوجود الخالق سبحانه وتعالى واستحالة وجوده والعياذ بالله .
ثم بدأ يشككني بصحة الإسلام وبصدق وجود النبي صلى الله عليه وسلم ثم بدأ والعياذ بالله يصور لي صورة الرحمن على هيئة أتأذى كثيرا من تصورها فكانت تأتيني في كل وقت !! وفي كل حين !!
ثم بدأت أحس أني أنطق بكلمات كفرية وكلما قرأت القرآن أو ذكرت الله أحس وكأني العبارات تخرج على معاني كفرية غير التي أنطق بها وأحس أن لساني ينطق بكلمات لم أردها وأحيانا أحس وكأني أريد أشياء خطيرة جدا وكأنني أهم بفعلها ثم أحس أني وقعت بالمحظور بسبب هذه النية وهكذا !!

المهم أني وصلت إلى مرحلة لا زلت أذكر تفاصيلها حتى هذه اللحظة حيث كنت أذهب لصلاة الجمعة على قدمي وكان المسجد بعيدا فكنت وأنا أمشي أتعارك مع الوسواس معاركة شديدة فيخيل لي صورة الرحمن ثم أحاول مدافعته ثم أحس أني أتكلم بكلام غير لائق وأحس أن لساني يكررها وكلما دافعته من جهة أتأني من جهة أخرى أشد !!
ثم أنهار وأجلس على الرصيف أبكي !!!
ثم يأتيني الوسواس مرة أخرى ويقول لماذا تذهب لصلاة الجمعة وهي لا تقبل منك على هذه الحال فأنت كذا وكذا !!
ثم أجهش بالبكاء أكثر وأكثر حتى يصبح منظري في الشارع مثيرا للشفقة والرحمة .. أحمد الله تعالى أن خلصني من تلك الأيام الخوالي .
هذا جزء يسير مما كان يحصل لي في تلك الفترة ولا أستطيع ذكر أمثلة أخرى حيث أني لا أجرؤ على ذكرها .

لكن المهم هو كيف استطعت التخلص من هذا المرض ؟

نعم هذا هو المهم .. بعد أن أصبت بهذا الأمر بدأت أقرأ عن الوسواس فقرأت كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للعلامة ابن القيم .

فوقعت على ما كنت أعاني منه فوجدت الشيخ رحمه الله تكلم فيه وأفاد ثم ذكر أن هذا الأمر قد اشتكى الصحابة منه للنبي صلى الله عليه وسلم حيث
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : وقد وجدتموه قالوا : نعم قال : ذاك صريح الإيمان .
وجاء في أحاديث أخرى أن رجلا قال : إني أجد في نفسي شيئا لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك صريح الإيمان .
وفي رواية أخرى : ( إنا نجد في أنفسنا شيئا ما يسرنا نتكلم به وإن لنا ما طلعت عليه الشمس قال : أوجدتم ذلك ، قالوا : نعم ، قال : ذاك صريح الإيمان) .

فا نظروا لهذه الشكوى فهم يشتكون من وسواس يحدثهم بأمور يتعاظمون من ذكرها وبعضهم يتمنى أن يسقط من السماء أحب إليه من يتكلم بها وبعضهم يقول : أنني لو أعطيت كل ما طلعت عليه الشمس من أجل أن أتكلم بما في نفسي لم أفعل من خطورته وشدته !

فا نظروا إلى هذا الشيء العظيم الذي أرقهم وأزعجهم وجعل الواحد منهم لا يهنأ بعيش ولا حياة بل بعضهم تمنى الموت وهذا الشيء هو ما تشعرين به أنت يا أختي الفاضلة بل قد يكون أشد مما تشعرون به .

فيا ترى كيف كانت إجابة النبي صلى الله عليه وسلم وهو طبيب القلوب بأبي هو وأمي قال : ( ذاك صريح الإيمان ) .

نعم هذا هو دليل الإيمان حيث أن الصحابة رضوان الله عليهم عندما شعروا بذلك أصابهم الهم والغم وذهبوا يشكون ذلك لمن لديه علم بطب العقول والنفوس وهو النبي صلى الله عليه وسلم .

وأنت يا من اشتكيتم من ذلك فعلتم نفس هذا الفعل حيث أصابك الهم والغم وفكرتم بالانتحار أكثر من مرة ثم ذهبتم تشكون ما تجدون لمن وثقتم بعلمه بطوب النفوس وهو هذا الحصن النفسي بارك الله فيه .

ونحن بدورنا نقول لك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ذاك صريح الإيمان ) .

فلا تحزنوا ولا تبالوا بهذه الوساوس واعلموا أنكم غير آثمين بها بل بغضكم لها وحزنكم منها دليل على إيمانكم



أيها العقلاء سيأتيكم الشيطان بعد قراءتكم للموضوع وسيحاول صرفكم عن العلاج وأنكم تختلفون عن الصحابة لأنكم كفار أنجاس وهؤلاء صحابة والأمر يختلف ثم سيقول لكم :

الصحابة لم يتكلموا بما شعروا به أما أنت فتكلمت به !!
ثم سيقول إنكم مسرورون بهذه الأفكار ولست حزينين منها !! بخلاف هؤلاء فهم حزنوا وضاقت صدورهم بهذا !!
ثم سيوسوس لكم بأن ما تفعلونه ليس مرضا بل هو حقيقة وأنكم تقولونه بإرادتكم بخلاف هؤلاء ...!!!

إلى غير هذه الوساوس التافهة وهي كثيرة جدا لن أتعب في ذكرها المهم أن تتجاهلوها تماما مهما كثرت في أنفسكم

وأبشروا فالعلاج سهل بإذن الله وفعال جدا .




أن هذا الأمر وهو ( ( الوسواس في العقيدة ) ) وما يلحق به من الأفكار المزعجة كالأفكار في ذات الله عز وجل والأفكار في الدين والعقيدة وغيرها ..

ليست جديدة على المسلمين بل هي بادئة منذ فجر الإسلام وقد وقعت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم .
ونستفيد من هذا أن يعلم الإنسان أنه ليس وحيدا في ذلك بل وقع هذا الأمر لمن هم خير منه بل ممن هم خير هذه الأمة بعد نبيها .
ولهذا يتبين لنا أن حدوث هذا الأمر ليس دليلا على ظلال الإنسان وكفره وفسقه وخبثه !
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الإنزعاج منه وضيق الصدر بسببه إنما هو صريح الإيمان وهذه شهادة كبرى من النبي صلى الله عليه وسلم لكل من ضاق صدره بهذه الأفكار بأن ذلك هو ( ( صريح الإيمان ) ) .

وبعد أن زال ثلاثون بالمائة من هذا الوسواس بمعرفة ما سبق نبدأ الآن بمشيئة الله تعالى بذكر ما يزيله نهائيا وهي النسبة الباقية منه .

فيجب على الإنسان الموسوس إذا جاءته هذه الأفكار المزعجة أن يتوقف عنها مباشرة ثم يفعل ما يلي :

1/ أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
2/ أن يهدئ نفسه ولا يزعجها بتفسيق نفسه وتكفيرها !!
بل يريحها بتذكر أن غضبه وحزنه بسبب تلك الأفكار ومدافعته إياها إنما هو صريح الإيمان .
وأن هذه الوساوس غير مقصودة بل هي من الشيطان .
3/ أن يعلم علما يقينا أنه غير آثم وغير مؤاخذ بهذه الأفكار لما يلي :
أ- لقوله تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) .
ب - ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال : ( إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل ) .
ج - ولقوله عليه السلام : ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).

ولا يخفى على أحد من الموسوسين أن هذه الأفكار تأتي رغما عنه ولا يستطيع دفعها والله تعالى عفا عن ذلك ، كما أن هذه هي أحاديث نفس وأفكار تتوارد في الذهن وهذا أيضا مما عفي عنه بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم السابق .

د - أجمع العلماء كلهم على أن الإنسان غير مؤاخذ وغير آثم بما يأتيه من أفكار في ذات الله عز وجل أو في الدين أو في العقيدة .
ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى حيث سأله سائل فقال :

اني أجد شيئا يخل علي في ديني ، دون أن أعرف كيف قلته
ونطقت به مما يجعل الهموم تشتد علي عندما أقول هذه الأقوال . فما هو الحل لمواجهة هذه المشكلة ؟

فأجاب الشيخ :
هذه المشكلة التي ذكرت يا أخي السائل ماهي الا وساوسيلقيها الشيطان في قلبك ،
وربما ينطق بها لسانك بدون قصد ، ولذالك تحس أنك مرغم على النطق بها مع كراهيتك الشديدة لها.
وحينئذ فان الدواء من ذلك ، الاعراض عن تلك الوساوس والتقديرات ،
وأن تستعين بالله عز و جل على تركها ، وأن تستعيذ به من شرها ،
وأن تداوم على ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن الكريم ، فانك اذا وفقت لهذا زال عنك ما تجد ،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا اليه أصحابه رضوان الله عليهم ما يجدون طلب منهم ان
يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم ، وأن ينتهوا عما يجدون في صدورهم من هذه الوساوس
فاذا فعلت ذلك فانها لا تضرك ، ونسأل الله لنا ولك العافية . والله الموفق .

وسئل مرة أخرى :

فضيلة الشيخ : هل الانسان محاسب على وساوس النفس ، وما يدور في الصدرأحيانا من الوساوس ؟

فأجاب :
الوساوس التي في صدر الانسان لا يحاسب عليها لأن ذلك من الشيطان ، وقد اخبر النبي
صلى الله عليه وسلم أن ذلك صريح الايمان ن واذا حصل شيئ من ذلك فانه يستعيذ بالله من
الشيطان الرجيم ولا يركن اليه ، ولا ينبغي للانسان أن ينساب خلف هذه الوساوس لأنها قد
تضره ، والانسان مأمور بأن يكون قويا ثابتا ، لا تزعزعه مثل هذه الوسائل . والله أعلم .
انتهى كلام الشيخ .


وبعد أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويهدئ من نفسه ويطمئنها بكونه غير آثم بل بغضه لها ومدافعته إياها دليل الإيمان يبدأ بالخطوات التالية :
يقول : ( ( آمنت بالله ورسله ) ) ثلاث مرات .
ثم يقرأ بعدها قوله تعالى : ( ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) ) .

ثم يبدأ بتجاهل هذا الوسواس ويشغل نفسه بالذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار ويبدأ بالإنشغال بما يفيده من أعماله الدنيوية .


وهذا هو العلاج الوحيد لهذه الأفكار ولقد شفي منها كل من طبقها بفضل الله تعالى ، فيجب عليك كلما أتتك هذه الأفكار أن تفعل هذه الخطوات السبع وهي باختصار ( ( تتوقف عنها - تستعيذ بالله - تهدئ من نفسك - تعلم علما يقينيا أنك غير آثم - تقول :آمنت بالله ورسله ثلاث مرات - تقرأ الآية السابقة - تنشغل عنه بذكر الله تعالى وتكمل ماكنت تعمله من أعمالك الدنيوية ) ) .


أسأل الله تعالى أن يجعلها سببا في شفائكم إنه ولي ذلك والقادر على كل شيء .





منقول لأحد الخبراء النفسيين...

ليست هناك تعليقات: