الراجل ده كان واحد من الاسباب الي كرهت الشعب المصري والازهر في الملك فاروق
وأغلب الظن أن إجلاء نازلي عن أمريكا كان أصعب من إجلاء الانجليز عن مصر.. لقد قررت نازلي في سنواتها الأخيرة في الولايات المتحدة أن ترتد عن الاسلام وأن تتنصر وتعتنق المذهب الكاثوليكي.. وقد أثرت نازلي علي ابنتيها اللتين عاشتا معها في أمريكا وهما فايزة وفتحية وكل منهما ماتت وهي مسيحية كاثوليكية.. وفتحية بالذات ماتت مقتولة.. قتلها رياض غالي.. ثم أطلق الرصاص علي نفسه وانتحر.. وهكذا.. تحولت العائلة الملكية الي كتيبة اعدام شديدة القسوة.. وشديدة الأنانية.. ومعدومة الرؤية.. فلم تكن تدرك أنها تغتال الجالس علي العرش فقط.. وانما تغتال النظام الملكي بأكمله في مصر.. وأثبتت دون أن تقصد نظرية المؤرخ الشهير أرنولد تويني عن سقوط النظم والحضارات.. وهي نظرية تقوم علي أساس أن المتعة الحسية التي يغرق فيها الحكام والنظم والحضارات تولد طبقات من الفساد السياسي والاقتصادي يعبر عنها أصحاب المصالح الضيقة حولهم يزينون لهم كل شيء بعيدا عن القانون وحقوق السواد الأعظم من الناس.. وفي اللحظة التي تتمكن فيها المتعة الحسية من النظام السياسي الفاسد يتحول الي نظام من كرتون يسهل سقوطه مع أول ريح تهب عليه.. وهو ما حدث للنظام الملكي في مصر..
إن نصابا مغامرا مثل رياض غالي نجح في أن يمد شباكه الي الملكة نازلي.. ثم نجح في إقناعها بأن تزوجه ابنتها فتحية.. لقد كان رياض غالي موظفا في الخارجية.. وقد تعرفت عليه الملكة الأم في مرسيليا عندما انتدب ليكون في خدمتها خلال رحلتها هي وفايزة وفتحية الي فرنسا في منتصف عام1946.. وكانت مواهبه هي شدة الأناقة ورشاقة الرقص وبراعة البروتوكول.. والخنوع حتي التمكن.. وقد قبلت نازلي أن ترقص معه في الملاهي والحانات.. ولم تستجب لتحذيرات أبنها ولا لشكواه.. وكل ما نجح فاروق فيه هو أنه طرد رياض غالي من وزارة الخارجية فعينته نازلي سكرتيرا خاصا لها بمائة جنيه.. وأرسلت خطابا الي فاروق شديد اللهجة تتهمه فيه بالظلم والاستبداد.. وتقول له: إن رياض غالي لن يموت من الجوع وأنها ستدفع له أضعاف مرتبه.
ولم يكن رياض غالي يحلم بنازلي ولكن كان يحلم بفتحية.. ولكنه كان يعلم أنه لن ينال قلب فتحية إلا برضاء نازلي.. بكل ما تعنيه الكلمة.. وبكل ما توحي به.. وقد كانت فتحية التي كانت في السادسة عشرة من عمرها تري فيه- علي حد وصف مصطفي أمين- فارسا من فرسان القصص والروايات الغرامية.. وقد تحول هذا الفارس الي زوج عندما عثر لها علي مشبك من الألماس كان قدسقط منها في أحد المسارح.. وبهذا المشبك شبك قلبها.. ثم زاد اعجاب فتحية به عندما وجدته يشتري مسدسا سريع الطلقات ليحميها ويحمي الأم الملكة.. ولم يخطر علي بالها أن هذا المسدس هو الذي ستقتل به.. وأن الخطر الحقيقي سيكون أقرب اليها مما تتصور.. سيكون من الذي تطوع لحمايتها.
ووصلت سيطرة رياض غالي علي الملكة نازلي الي حد أنها قالت: أنها اذا أرادت أن تختار بين صداقتها لرياض غالي وأمومتها لفاروق فانها تختار صداقة رياض غالي.. لأن فاروق أثبت في كل مناسبة أنه ولد عاق.. أما رياض فقد أثبت أنه ولد مخلص.. ولم تتردد نازلي في أن تصف ابنها بالجنون علنا في أحاديثها الصحفية.. فخرجت احدي الصحف الأمريكية تقول علي لسانها أبني مجنون.. وقالت.. إن أبنها أصيب بمرض السرقة والاغتصاب وأنه أصبح يريد أن يسرق كل انسان حتي أمه وأخواته.. وفي الوقت نفسه كانت تشيد بوفاء واخلاص رياض غالي الذي لم يستحوذ علي عقل نازلي وقلب فتحية فقط وإنما استحوذ علي أموالهما ومجوهراتهما.. وأصبح المتحكم في كل شيء.
وفي مذكرات كيرميت روزفلت مسئول المخابرات الأمريكية عن الشرق الأوسط: أنه لم يصدق تهمة الجنون التي رمت بها الملكة نازلي أبنها الملك فاروق.. وقد كان روزفلت يتصور أن الملك فاروق يمكن أن يقوم بثورة سلمية يطهر بها نظام حكمه الفاسد.. ويحسن من صورته بمساعدة رجال في الصحافة والأمن والحكومة مدوا جسورهم الخفية مع المخابرات الأمريكية.. وجاء كيرميت روزفلت الي مصر وعن طريق كريم ثابت جرت مقابلة مع الملك فاروق.. ولكن كيرميت روزفلت رفع تقريرا لقيادته في واشنطن يؤكد فيه: أن الملك فاروق مثله مثل أي حاكم مخنوق بالبطانة الفاسدة لم يفهم الخطر المحدق به وبنظامه.. وكل ما راح يتحدث فيه هو مجموعة السيارات والبنادق التي يمتلكها.. إنه من أصحاب العقول غير الثقيلة.. ولكن ما وصل إليه كان بسبب الذين حوله.. فكلهم بلا استثناء استغلوه.. واستفادوا منه.. وحطموه.. وغدروا به.
ولم يأخذ فاروق من نصائح كيرميت روزفلت سوي إطلاق لحيته وادعاء أنه من نسل الرسول صلي الله عليه وسلم.. في محاولة لتحسين صورته.. ونجح في أن يجد من بين الشيوخ من هو مستعد أن يبيع ضميره ويثبت ذلك.. ولم يتجاوز تفكيره هذه الصورة الشكلية.. لا هو نجح في أن يحارب الفساد الذي حول نظامه الي نظام هش ينخر فيه السوس.. ولا هو عالج نفسه من أمراضه النفسية والعقلية التي كسرته وحولته الي بقايا انسان.. وكان من الطبيعي بعد ذلك أن يقوم ضباط الجيش بما قاموا به في ليلة23 يوليو1952.. ولم يكن من الصعب أن ينجحوا في تحطيم وإسقاط النظام بهذه السهولة التي جرت.. فقد كان النظام قد انتحر.. ولم يكن علي جمال عبدالناصر ورفاقه سوي دفنه وتشييعه الي مثواه الأخير.
وأغلب الظن أن إجلاء نازلي عن أمريكا كان أصعب من إجلاء الانجليز عن مصر.. لقد قررت نازلي في سنواتها الأخيرة في الولايات المتحدة أن ترتد عن الاسلام وأن تتنصر وتعتنق المذهب الكاثوليكي.. وقد أثرت نازلي علي ابنتيها اللتين عاشتا معها في أمريكا وهما فايزة وفتحية وكل منهما ماتت وهي مسيحية كاثوليكية.. وفتحية بالذات ماتت مقتولة.. قتلها رياض غالي.. ثم أطلق الرصاص علي نفسه وانتحر.. وهكذا.. تحولت العائلة الملكية الي كتيبة اعدام شديدة القسوة.. وشديدة الأنانية.. ومعدومة الرؤية.. فلم تكن تدرك أنها تغتال الجالس علي العرش فقط.. وانما تغتال النظام الملكي بأكمله في مصر.. وأثبتت دون أن تقصد نظرية المؤرخ الشهير أرنولد تويني عن سقوط النظم والحضارات.. وهي نظرية تقوم علي أساس أن المتعة الحسية التي يغرق فيها الحكام والنظم والحضارات تولد طبقات من الفساد السياسي والاقتصادي يعبر عنها أصحاب المصالح الضيقة حولهم يزينون لهم كل شيء بعيدا عن القانون وحقوق السواد الأعظم من الناس.. وفي اللحظة التي تتمكن فيها المتعة الحسية من النظام السياسي الفاسد يتحول الي نظام من كرتون يسهل سقوطه مع أول ريح تهب عليه.. وهو ما حدث للنظام الملكي في مصر..
إن نصابا مغامرا مثل رياض غالي نجح في أن يمد شباكه الي الملكة نازلي.. ثم نجح في إقناعها بأن تزوجه ابنتها فتحية.. لقد كان رياض غالي موظفا في الخارجية.. وقد تعرفت عليه الملكة الأم في مرسيليا عندما انتدب ليكون في خدمتها خلال رحلتها هي وفايزة وفتحية الي فرنسا في منتصف عام1946.. وكانت مواهبه هي شدة الأناقة ورشاقة الرقص وبراعة البروتوكول.. والخنوع حتي التمكن.. وقد قبلت نازلي أن ترقص معه في الملاهي والحانات.. ولم تستجب لتحذيرات أبنها ولا لشكواه.. وكل ما نجح فاروق فيه هو أنه طرد رياض غالي من وزارة الخارجية فعينته نازلي سكرتيرا خاصا لها بمائة جنيه.. وأرسلت خطابا الي فاروق شديد اللهجة تتهمه فيه بالظلم والاستبداد.. وتقول له: إن رياض غالي لن يموت من الجوع وأنها ستدفع له أضعاف مرتبه.
ولم يكن رياض غالي يحلم بنازلي ولكن كان يحلم بفتحية.. ولكنه كان يعلم أنه لن ينال قلب فتحية إلا برضاء نازلي.. بكل ما تعنيه الكلمة.. وبكل ما توحي به.. وقد كانت فتحية التي كانت في السادسة عشرة من عمرها تري فيه- علي حد وصف مصطفي أمين- فارسا من فرسان القصص والروايات الغرامية.. وقد تحول هذا الفارس الي زوج عندما عثر لها علي مشبك من الألماس كان قدسقط منها في أحد المسارح.. وبهذا المشبك شبك قلبها.. ثم زاد اعجاب فتحية به عندما وجدته يشتري مسدسا سريع الطلقات ليحميها ويحمي الأم الملكة.. ولم يخطر علي بالها أن هذا المسدس هو الذي ستقتل به.. وأن الخطر الحقيقي سيكون أقرب اليها مما تتصور.. سيكون من الذي تطوع لحمايتها.
ووصلت سيطرة رياض غالي علي الملكة نازلي الي حد أنها قالت: أنها اذا أرادت أن تختار بين صداقتها لرياض غالي وأمومتها لفاروق فانها تختار صداقة رياض غالي.. لأن فاروق أثبت في كل مناسبة أنه ولد عاق.. أما رياض فقد أثبت أنه ولد مخلص.. ولم تتردد نازلي في أن تصف ابنها بالجنون علنا في أحاديثها الصحفية.. فخرجت احدي الصحف الأمريكية تقول علي لسانها أبني مجنون.. وقالت.. إن أبنها أصيب بمرض السرقة والاغتصاب وأنه أصبح يريد أن يسرق كل انسان حتي أمه وأخواته.. وفي الوقت نفسه كانت تشيد بوفاء واخلاص رياض غالي الذي لم يستحوذ علي عقل نازلي وقلب فتحية فقط وإنما استحوذ علي أموالهما ومجوهراتهما.. وأصبح المتحكم في كل شيء.
وفي مذكرات كيرميت روزفلت مسئول المخابرات الأمريكية عن الشرق الأوسط: أنه لم يصدق تهمة الجنون التي رمت بها الملكة نازلي أبنها الملك فاروق.. وقد كان روزفلت يتصور أن الملك فاروق يمكن أن يقوم بثورة سلمية يطهر بها نظام حكمه الفاسد.. ويحسن من صورته بمساعدة رجال في الصحافة والأمن والحكومة مدوا جسورهم الخفية مع المخابرات الأمريكية.. وجاء كيرميت روزفلت الي مصر وعن طريق كريم ثابت جرت مقابلة مع الملك فاروق.. ولكن كيرميت روزفلت رفع تقريرا لقيادته في واشنطن يؤكد فيه: أن الملك فاروق مثله مثل أي حاكم مخنوق بالبطانة الفاسدة لم يفهم الخطر المحدق به وبنظامه.. وكل ما راح يتحدث فيه هو مجموعة السيارات والبنادق التي يمتلكها.. إنه من أصحاب العقول غير الثقيلة.. ولكن ما وصل إليه كان بسبب الذين حوله.. فكلهم بلا استثناء استغلوه.. واستفادوا منه.. وحطموه.. وغدروا به.
ولم يأخذ فاروق من نصائح كيرميت روزفلت سوي إطلاق لحيته وادعاء أنه من نسل الرسول صلي الله عليه وسلم.. في محاولة لتحسين صورته.. ونجح في أن يجد من بين الشيوخ من هو مستعد أن يبيع ضميره ويثبت ذلك.. ولم يتجاوز تفكيره هذه الصورة الشكلية.. لا هو نجح في أن يحارب الفساد الذي حول نظامه الي نظام هش ينخر فيه السوس.. ولا هو عالج نفسه من أمراضه النفسية والعقلية التي كسرته وحولته الي بقايا انسان.. وكان من الطبيعي بعد ذلك أن يقوم ضباط الجيش بما قاموا به في ليلة23 يوليو1952.. ولم يكن من الصعب أن ينجحوا في تحطيم وإسقاط النظام بهذه السهولة التي جرت.. فقد كان النظام قد انتحر.. ولم يكن علي جمال عبدالناصر ورفاقه سوي دفنه وتشييعه الي مثواه الأخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق