الخميس، 22 نوفمبر 2012

معنى لايمل الله حتى تملوا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى
(لا يمل الله حتى تملوا)

السؤال :
ما معنى قوله صلى
الله ِوسلم : (( لا يمل الله حتى تملوا ))؟
وهل فيه إثبات صفة الملل لله عز وجل ؟؟

الجواب :

الحمد لله

روى البخاري (43) ومسلم (785) واللفظ له عَنْ عَائِشَةَ
رضي
الله عنها قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ : امْرَأَةٌ لَا تَنَامُ ،
تُصَلِّي . قَالَ : (عَلَيْكُمْ مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ
حَتَّى تَمَلُّوا) وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ .

(1)
وظاهر الحديث يدل على إثبات الملل لله عز وجل على الوجه
الذي يليق به سبحانه .
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه
الله : " (فإن الله
لا يمل حتى تملوا) من نصوص الصفات ، وهذا على وجه يليق
بالباري لا نقص فيه ، كنصوص الاستهزاءِ والخداع فيما يتبادر
" انتهى من فتاوى الشيخ (1/ 179) .


وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذا الحديث فأجابوا :
فأجابوا :
"الواجب هو إمرار هذا الحديث كما جاء ، مع الإيمان بالصفة ،
وأنها حق على الوجه الذي يليق بالله ، من غير مشابهة لخلقه
ولا تكييف ، كالمكر والخداع والكيد الواردة في كتاب
الله عز
وجل ، وكلها صفات حق تليق بالله سبحانه وتعالى على حد
قوله تعالى :
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) .


وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله
وصحبه وسلم" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد
الله بن باز ... الشيخ عبد الله
ا بن غديان... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ صالح
الفوزان .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/402) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله
: هل نثبت صفة الملل لله
عز وجل ؟
فأجاب بقوله : "جاء في الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قوله : (فإن
الله لا يمل حتى تملوا) فمن العلماء من قال
إن هذا دليل على إثبات الملل لله ، لكن ملل
الله ليس كملل
المخلوق ، إذ إن ملل المخلوق نقص ، لأنه يدل على سأمه
وضجره من هذا الشيء ، أما ملل
الله فهو كمال وليس فيه
نقص ، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه
الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالا .

ومن العلماء من يقول : إن قوله : (لا يمل حتى تملوا) يراد به
بيان أنه مهما عملت من عمل فإن
الله يجازيك عليه ، فاعمل
ما بدا لك فإن
الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل ،
وعلى هذا فيكون المراد بالملل لازم الملل .
ومنهم من قال : إن هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله
إطلاقا لأن قول القائل : لا أقوم حتى تقوم ، لا يستلزم قيام
الثاني وهذا أيضا (لا يمل حتى تملوا) لا يستلزم ثبوت الملل
لله عز وجل .
وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أن
الله تعالى منزه عن كل
صفة نقص من الملل وغيره ، وإذا ثبت أن هذا الحديث دليل
على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق " انتهى من
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/174).

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
(1)
الراوي: عائشة المحدث:
مسلم - المصدر: صحيح مسلم -
- الصفحة أو الرقم: 785خلاصة حكم المحدث: صحيح
منقول

ليست هناك تعليقات: