السلام عليكم ورحمة الله
رأيت وسمعت الكثير عن المعالجين بالقرآن والمعالجات
أفيدوني رحمكم الله كيف أعرف من هو عارف بحق الله في العلاجات ممن يدعون العلاج بالقرآن وما هي شروطه، وهل كان هناك مثل هذه الممارسات أيام الرسول ص والصحابة، وإذا قرر لي أن أتعالج فكيف اتبع الطريق القويم دون أن ادخل في حق المولي عز وجل.
الجواب : أما الرُّقيَة فهي معروفة حتى قبل الإسلام !
فقد روى الإمام مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ، ويهودية ترقيها ، فقال أبو بكر : أرقيها بكتاب الله .
ما المقصود بـ " كتاب الله " ؟
قال الزرقاني : القرآن إن رُجِي إسلامها ، أو التوراة إن كانت معربة بالعربي أو أُمِن تغييرهم لها فتجوز الرقية به ، وبأسماء الله وصفاته وباللسان العربي وبما يعرف معناه من غيره ، بشرط اعتقاد أن الرقية لا تؤثر بنفسها بل بتقدير الله .
قال عياض : اختلف قول مالك في رقية اليهودي والنصراني المسلم ، وبالجواز قال الشافعي . قال الربيع : سألت الشافعي عن الرقية ، فقال : لا بأس أن ترقي بكتاب الله وبما يُعرف من ذكر الله . قلت : أيرقي أهل الكتاب المسلمين ؟ قال : نعم إذا رقوا من كتاب الله . اهـ .
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رهطا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب ، فاستضافوهم فأبوا أن يُضيفوهم ، فلُدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لُدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم شيء ؟
فقال بعضهم : نعم والله إني لراقٍ ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا بِراقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق فجعل يَتفل ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) حتى لكأنما نشط من عقال ، فانطلق يمشي ما بِهِ قَلْبَة . قال : فأوفوهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ، فقال : وما يدريك أنها رُقية ؟ أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم بسهم .
وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نَـرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : اعرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك .فكل هذا يدلّ على أن الرُّقيَة معروفة عندهم .
وقد اشترط العلماء فيمن يرقي الناس شروطا :
1 - أن تكون الرقية من القرآن والسنة أو من الأدعية المعروفة .
2 – أن تكون بلسان عربي ، وأن يُعرف ما يقول .
3 – أن لا يُعتقد أن النفع في القارئ ، وإنما في الرقية بإذن الله عز وجل .
ومن يطلب من المريض معرفة اسمه أو معرفة اسم أمه أو كان يطلب شيئا من ملابسه ونحو ذلك فهذا لا يجوز الذهاب إليه ؛ لأنه يستعين بالشياطين ، ولأنه يُلبّس على الناس أمر دينهم .
ومن يمسّ المرأة الأجنبية فلا يجوز الذهاب إليه ؛ لأنه مُحرّم عليه أن يمسّ المرأة الأجنبية ، فمن كان صادقا في تعامله مع الله ومع الناس فإنه أبعد ما يكون عن الحرام . وعلى هذا فإذا علمت المرأة أن المعالِج سوف يمسّ شيئا من بدنها فلا يجوز الذهاب إليه .
وأعرف بعض الرّقاة يُعالجون حالات كثيرة لا يحتاجون معها إلى مس المرأة ، ولا يستجيز أحدهم لنفسه أن يخلو بامرأة أجنبية عنه .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم حفظه الله.
رأيت وسمعت الكثير عن المعالجين بالقرآن والمعالجات
أفيدوني رحمكم الله كيف أعرف من هو عارف بحق الله في العلاجات ممن يدعون العلاج بالقرآن وما هي شروطه، وهل كان هناك مثل هذه الممارسات أيام الرسول ص والصحابة، وإذا قرر لي أن أتعالج فكيف اتبع الطريق القويم دون أن ادخل في حق المولي عز وجل.
الجواب : أما الرُّقيَة فهي معروفة حتى قبل الإسلام !
فقد روى الإمام مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ، ويهودية ترقيها ، فقال أبو بكر : أرقيها بكتاب الله .
ما المقصود بـ " كتاب الله " ؟
قال الزرقاني : القرآن إن رُجِي إسلامها ، أو التوراة إن كانت معربة بالعربي أو أُمِن تغييرهم لها فتجوز الرقية به ، وبأسماء الله وصفاته وباللسان العربي وبما يعرف معناه من غيره ، بشرط اعتقاد أن الرقية لا تؤثر بنفسها بل بتقدير الله .
قال عياض : اختلف قول مالك في رقية اليهودي والنصراني المسلم ، وبالجواز قال الشافعي . قال الربيع : سألت الشافعي عن الرقية ، فقال : لا بأس أن ترقي بكتاب الله وبما يُعرف من ذكر الله . قلت : أيرقي أهل الكتاب المسلمين ؟ قال : نعم إذا رقوا من كتاب الله . اهـ .
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رهطا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب ، فاستضافوهم فأبوا أن يُضيفوهم ، فلُدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لُدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم شيء ؟
فقال بعضهم : نعم والله إني لراقٍ ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا بِراقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق فجعل يَتفل ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) حتى لكأنما نشط من عقال ، فانطلق يمشي ما بِهِ قَلْبَة . قال : فأوفوهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ، فقال : وما يدريك أنها رُقية ؟ أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم بسهم .
وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نَـرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : اعرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك .فكل هذا يدلّ على أن الرُّقيَة معروفة عندهم .
وقد اشترط العلماء فيمن يرقي الناس شروطا :
1 - أن تكون الرقية من القرآن والسنة أو من الأدعية المعروفة .
2 – أن تكون بلسان عربي ، وأن يُعرف ما يقول .
3 – أن لا يُعتقد أن النفع في القارئ ، وإنما في الرقية بإذن الله عز وجل .
ومن يطلب من المريض معرفة اسمه أو معرفة اسم أمه أو كان يطلب شيئا من ملابسه ونحو ذلك فهذا لا يجوز الذهاب إليه ؛ لأنه يستعين بالشياطين ، ولأنه يُلبّس على الناس أمر دينهم .
ومن يمسّ المرأة الأجنبية فلا يجوز الذهاب إليه ؛ لأنه مُحرّم عليه أن يمسّ المرأة الأجنبية ، فمن كان صادقا في تعامله مع الله ومع الناس فإنه أبعد ما يكون عن الحرام . وعلى هذا فإذا علمت المرأة أن المعالِج سوف يمسّ شيئا من بدنها فلا يجوز الذهاب إليه .
وأعرف بعض الرّقاة يُعالجون حالات كثيرة لا يحتاجون معها إلى مس المرأة ، ولا يستجيز أحدهم لنفسه أن يخلو بامرأة أجنبية عنه .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم حفظه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق