السبت، 10 مارس 2012

عرفت من حمارى هذا

زكريا الناهى


يحكى أنه كان فى قديم الزمان فى مصر
ملك عظيم يعشق الصيد فى الغابات
وكان لهذا الملك وزير مختص بحالة الطقس
فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصيد أمر الوزير
أن ينظر فى أمر الطقس فيذهب الوزير ويضرب
الرمل والودع ويقرأ مسارات النجوم ثم يعود للملك
فيخبره إذا كان الطقس مناسبا للخروج أو غير ذلك
حتى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصيد وقرر أن يصحب
معه الأميرة والملكة حتى يشاهدا براعته فى الصيد
وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطقس
فقال الوزير الطقس رائع ومناسب جدا يا مولاى
فخرج الملك فى موكبه بصحبة الأميرة والملكة وما أن
أوغلوا فى قلب الغابة حتى إنقلب الجو فجأة .. رياح
وأعاصير وسحب وأمطار وأتربة وجزع موكب الملك
وسقطت الأميرة والملكة فى الطين والوحل وغضب الملك
غضبا شديدا ونقم على وزير الطقس أيما نقمة وبينما هم
عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطابين
يخرج منه الدخان فطرق الباب فخرج إليه الحطاب فسأله
الملك . لماذا لم تخرج لجمع الحطب ؟ فأجاب الحطاب
كنت أعرف أن الطقس سيكون اليوم سيئا فلم أخرج
فاندهش الملك وقال وكيف عرفت ذلك ؟ فقال الحطاب
عرفت من حمارى هذا !! فقال الملك : كيف ذلك ؟
قال الحطاب : عندما أصبح أنظر إلى حمارى هذا
فإن وجدت أذناه واقفتان عرفت أن الجو سيئ
وإن وجدت أذناه نازلتان عرفت أن الجو مناسب
فنظر الملك إلى وزيره وقال له .. أنت مفصول
وأمر بصرف راتب شهرى للحطاب وأخذ منه حماره
وأصدر الملك مرسوما ملكيا بتعيين الحمار وزيرا للطقس
ومنذ هذا الحين والحمير فى مصر تتولى المناصب
الرفيعة والحقائب الوزارية المختلفة ومواقع القيادة

ليست هناك تعليقات: