الثلاثاء، 24 يناير 2012

إعلام ساويرس يصر على حرق مصر في 25 يناير


إعلام ساويرس يصر على حرق مصر في 25 يناير


الكاتب: د. محمد عباس





تتدافع الأحداث وتتلاطم الأمواج ويهدر الطوفان وينحدر السيل وأنا أحاول أن أواجه كل هذا وأن أعبر عن كل هذا وأن أرد على كل هذا وأن أحلل كل هذا وأن أفند بعض هذا وأؤيد بعض ذلك فأبدو كفرد يطويه الموج ويغطي زفيف الرياح على صراخه وهدير الأمواج على صوته وهو يحتاج ألف يد فماذا يفعل بيدين وألف قلم فماذا يفعل بقلم وألف مجلة فماذا يفعل بمجلة وألف عين وألف أذن وألف فضائية يدافع بها وفيها عن الحق ويواجه الباطل ، فالأيام القادمة والأسابيع القادمة والشهور القادمة والأعوام القادمة أزمنة تتكسر فيها النصال علي النصال وستظل كذلك حتى تعود خلافة راشدة كالخلافة الأولى..
***
تتدافع الأحداث وتتلاطم..

أشعر بالعار والخزي وتأنيب الضمير والتقصير لأنني لا أتناولها جميعا بنفس التفاصيل والإتقان..

أريد أن أكتب عن المخاطر القادمة.. عن الهوائل النازلة والنوازل الهائلة .. عن الثورة والأمة والدين..

عن الأعداء والأشقاء والمخلصين والخونة..

أريد أن أكتب عن ذكرى بطل كسليمان خاطر.. وعن وثيقة الأزهر.. وعن الليبرالية والعلمانية والحداثة.. وعن مرونة أدت للانحراف وتصلب أودى للهلاك..

أريد أن أكتب في الاستراتيجية والتكتيك..

أريد أن أدحض أباطيل التاريخ.. وأصحح الوقائع.. , ازيح الرماد عن المطموس وأعدل المقلوب..

أريد.. وأريد.. وأريد..

لكن.. كيف أخلو إلى نفسي لأكتب عن كل هذا لأغفل مؤامرة الخونة للتدمير يوم 25 يناير بحجة الثورة الثانية..

ثورة ساويرس وإعلام ساويرس..

ثورة التخريب والتدمير..

ثورة ساويرس وإعلام ساويرس وأنصار ساويرس.. ومن يمدون له يد العون التي طلبها في الخفاء..
***
برح الخفاء يا كل خائن..

ثورة الخونة..

ثورة الاشتراكيين الثوريين والشيوعيين وبعض العلمانيين وكفاية و6 أبريل.. و..و.. و..

ثورة الفلول (سواء فلول مصر وعلى رأسهم أحمد شفيق ومنصور حسن أو فلول أمريكا وعلى رأسهم البرادعي وأحمد زويل)..

الثورة التي تحركها وتنوي إشعالها الأيدي القذرة المنتمية لجهاز مجرم باطش جبار له جذور قديمة، وهذه الجذور تتصل دائما بالخارج، فمنذ الحملة الفرنسية تتصل بالمعلم يعقوب والمستعمر المجرم، والثورة العرابية واللورد كرومر والمبشر زويمر والقس دنلوب، إلى صلاح نصر والمخابرات الروسية الرهيبة، ثم السادات والسي آي إيه، ثم مبارك ومخابرات كل أعداء الإسلام والمسلمين من شتى دول العالم.

***
عدد من أعضاء حركة "أقباط بلا قيود"، يهددون بتحويل يوم 25يناير القادم، إلى زلزال تحت أقدامه الجيش.. يا ساويرس..!!

أكد شادي الغزالي حرب، مؤسس حزب الوعي، أن النزول إلى ميادين التحرير يوم 25 يناير القادم سوف يكون لاستكمال بقية مطالب الثورة وليس للاحتفالية.. يا ساويرس..

المطلوب الآن هو إما تركيع الثورة المصرية وإدخالها للحظيرة الأمريكية وتوافقها مع سياسات إسرائيل في والولايات المتحدة في المنطقة ، أو هدم الدولة المصرية من الأساس ، عبر نشر الفوضى الشاملة في المجتمع.. يا ساويرس..

يستهدف التمويل الأجنبي في مصر(الذي طلب ساويرس أن يدفع سرا) أمرين ، أولها عن خلق طبقة سياسية موالية للسياسات الأمريكية تحت مظلة الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم التوجهات الليبرالية ، وثانيها عن مدى تأثير انتشار هذه المنظمات في تفريغ الأحزاب السياسية من كوادرها الطبيعية خاصة من الشباب المسيس .

أكد الكاتب الدكتور علاء الأسواني، أن يوم 25 يناير 2012 سيكون يومًا فاصلاً في تاريخ الثورة المصرية، يا ساويرس وأن مشاركة الثوار في هذا اليوم، سيكون دليلاً على أن الشرعية الوحيدة في مصر هي للشعب.. وهو بهذا يلغي شرعية الأمة كلها لصالح البلطجية والمرتزقة وجواسيس فرنسا يا ساويرس..

وقد صاحبه وشاركه الناشر محمد هاشم، زاعمين أنه لا يمكن إنكار أن المجلس العسكري هو نظام "مبارك.. يا ساويرس..

يقول عبد الرحمن يوسف القرضاوي إن محاسبة جمعيات حقوق الإنسان على ما يسمى بالتمويل الأجنبي نموذج صارخ لمحاسبة موسى بمرجعية قانون فرعون، أو محاسبة الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه دعا لإله آخر غير هبل! فأي هبل هذا.. يا ساويرس ويا إعلام ساويرس..

يتحدث عماد الدين أديب عن "الانقلاب العسكري".. للإطاحة بالمجلس العسكري.. وقبل 25 يناير بأيام.. يا ساويرس

هل يليق يا ساويرس أن يقوم معتصمون بميدان التحرير (المعتصمون الذي يشجعهم بل الذي خلقهم إعلامك) خيمة كبيرة وسط "الصينية" كتبوا عليها "غنائم موقعة القصر العيني"، جمعوا فيها الدروع والخوذ والعصي، بالإضافة إلى فوارغ الرصاص الحي وفوارغ القنابل المسيلة للدموع التي حصلوا عليها أثناء الاشتباكات التي دارت في شارع القصر العيني الأسبوع الماضي.

لماذا تهين جيشنا يا ساويرس..

ولماذا يا ساويرس ذلك المشهد المخزي المرعب لتعذيب جنود الجيش فوق مسجد عمر مكرم.. الذين عذبوهم افتتحوا حفلة التعذيب بالتبول في المئذنة يا ساويرس.. وهم رعاياك يا ساويرس..

إعلامك يا ساويرس شوه الإعلام ولوث وجدان مصر وضللها..

ولقد حكم الشعب عليهم وعليك وعلى إعلامك يا ساويرس عندما انتشرت لافتات وضعت عليها صور للإعلامية منى الشاذلي ويسرى فوده وهالة سرحان وريم ماجد وخيري رمضان وعبد الرحمن يوسف وكتب فوق تلك الصور الشعب يريد إعدام هؤلاء .

حذر أنصارك وأحبابك وعصاباتك ورجالك ونساءك من النزول يوم 25 يناير يا ساويرس: هل أتاك نبأ ما حدث
من أهالي شبرا الخيمة حين لم يخطر ببال السفير السلوفاني بالقاهرة وسائقه‏,‏ ما حدث لهما ولا في أشد كوابيسه رعبا‏,‏ فقد نالا علقة موت بأيدي وأقدام ما لا يقل عن ألف شخص من سكان المنطقة ظنوا أنهما جاسوسان حضرا لإثارة القلاقل الأمنية, فتجمع نحو ألف شخص وانهالوا عليهما ضربا, ولولا تدخل العقلاء لتم الفتك بهما حيث إنهما لا يتحدثان العربية.

***
أتباع فكرك وإعلامك يا ساويرس خطفوا شابا في التاسعة عشرة من أبيه وأوسعوه ضربا حتى كاد يموت ثم اغتصبوه.. أتدرون لماذا؟.. لأنهم ظنوه جنديا في الجيش.

***
فأمر أتباعك يا ساويرس بالاختباء وإلا فعل الناس فيهم ما فعلوه بذلك الشاب المسكين أو بسفير سلوفينيا.. وربما نفذوا ما هددوا به عندما نشروا صور إعلامييك على المشانق.

كان عبد الرحمن يوسف واحدا من المشنوقين.. وقد علق بأن هذا تحريض سافل.. نسي عبد الرحمن أن هذا رأي قطاع عريض من الأمة ضد الثورة المضادة التي يعتبر هو أحد زعمائها..

نعم يا عبد الرحمن.. أنت أحد زعماء الثورة المضادة..

أما الثورة المباركة .. ثورة الشرفاء والشهداء والأبطال فإن على رأسها: أبوك!

***
كنت أريد أن أحذّر الخونة .. وقبل أن أحذرهم أناشدهم الاختفاء فإن الغضب الشعبي عليهم عارم ولا آمن عليهم إن ذهبوا إلى الميدان يوم 25 يناير أن تفترسهم الجماهير الغاضبة التي اكتشفت خياناتهم.. كما لا آمن أن يقوم بعض العملاء باغتيالهم باعتبارهم أوراقا محروقة لم يعد بقاؤهم يفيد بينما يمكن لقتلهم أن يؤجج النار..

نعم.. أحذر الخونة.. وهم يعرفون أنفسهم..

***
يا ساويرس:

لوثت الإعلام بإعلامك وأحلامك..

يتحدث مؤمن خليفة بـ'الأخبار' عن القنوات الفضائية الخاصة قائلا: فضائيات العار، فضائيات الشؤم، يستطيع كل من سرق ونهب وهبر من أذناب وذيول نظام المخلوع إلى غير رجعة أن يعيش في أي بلد بما سرقه، ولكن الأغلبية من المصريين سوف يعيشون في الخراب، أنا لا أستثني منكم أحدا أيها المحرضون المهيجون الطاعنون في شرف هذا الوطن، الذي يتمزق على أيديكم بدعوى حرية الإعلام وديمقراطية الحوار، أية حرية هذه وأية ديمقراطية تتشدقون بها، إنها حرية الخراب والوقيعة .

ويقول محمد كشك بمجلة 'المصور': 'وسائل الإعلام الخاصة أصبحت أسوأ ألف مرة مما كنا نطلق عليه الإعلام الحكومي في عهد النظام البائد، القنوات الفضائية الخاصة تحولت لسوط يجلد ضمير الوطن، يحاكم البشر على الأفكار والأحلام يصادر المستقبل ويرفض أي رأي يخالفه ولا يستمع لصوت العقل والمنطق بقدر ما يستمع لصوت وأوامر صاحب القناة، هذه 'الدكاكين' الفضائية تمثل رأس الحربة في ائتلاف تدمير مصر والذي يضم أيضا من يطلقون على أنفسهم بالنخبة المثقفة.

***
ثمة اجتماعات لدي من الأسباب ما يدفعني لأن أطلب من ساويرس أن يقسم أيمانا مغلظة (في حال إفاقته) أنه لم يحضرها لأن أخطر ما نوقش، في هذه الاجتماعات، كان الخطة البديلة، في حال فوز الإسلاميين بأغلبية مريحة، تضمن لهم حرية التحرك السياسي..

ولقد نشر أن الخطة البديلة لمواجهة فوز الإسلاميين؛ كانت خطة كتابية؛ تحت اسم « شمشون الجبار»، حيث تقول الأسطورة : إن شمشون اليهودي حين تغلب عليه الفلسطينيون الأشرار وحرموه من مصدر قوته وفقد كل شيء قرر الانتقام من الجميع، وانتظر حتى اجتمع الفلسطينيون في أحد أعيادهم، فقام بهدم المعبد عليه وعلى الفلسطينيين، مؤسسًا المثل الشهير: « عليَّ وعلى أعدائي».تتضمن الخطة – المنشورة منذ أسابيع أن ينشط التحالف الليبرالي الصليبي المتطرف لمنع الإسلاميين من اقتطاف ثمار نجاحهم حيث لن يكون أمام ذلك التحالف سوى أن يطلق ثعالبه ليحرق البلد، ويجبر الجيش على إلغاء الانتخابات، والبقاء في السلطة لمدة طويلة، تسمح له ولأمريكا بإعادة ترتيب المشهد السياسي المصري، بعد الإعداد لمكيدة تلقي بالإسلاميين، مجددا، في الزنازين وباحات المعتقلات، أو على الأقل تبعدهم عن الحياة السياسية تمامًا.

التحالف الليبرالي الصليبي يا ساويرس ، خطط، ونفذ بروفته المصغرة، واختبرها في « ماسبيرو»، أملا في تحصين نقاط ضعفه، والوقوف على عناصر القوة لديه، ومن ثم تسخين المشهد ..

إن المجتمع بأسره والأمة كلها تتساءل عن سر قوة –وثراء- هذا الطفل المعجزة ساويرس ، من قوة أتباعه، الذين استطاعوا تجييش كل الفضائيات الإعلامية ضد الجيش، وجعل من البلطجية شهداءً وثوارًا وضحايا!!!

***
لقد اعترف الإسرائيليون.. فهل تعترف يا ساويرس

قال الجنرال (عاموس يادين) الرئيس السابق للاستخبارات الحربية الإسرائيلية في خطاب تنحيه، الذي نشرته الصحف في 2/11/2010م.

«مصر هي الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلي، وإن العمل في مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979م (يعني منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد) لقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسنى مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر».

هو اعترف.. فمتى تعترف؟
***
كنت أود الاستفاضة في الحديث عن ساويرس ومؤامرة حرق القاهرة يوم 25 يناير..

لكنني كنت أود أيضا أن أكتب عن مهزلة البرادعي واستقالته..

كنت أود أن أتساءل هل نصحه محمد حسنين هيكل أن يتنحى مكررا ما فعله مع عبد الناصر عامي 54 و 67 لعل الجماهير العاطفية تخرج بالملايين هاتفة: .. .. .. لا تتنحى.. لا تتنحى..

الرجل كان جزءا من مؤامرة أمريكية وصدق نفسه وتخيل أنه بطل..

كان يصر دائما على حلول مستحيلة وكانت "ماما أمريكا" توفرها له على حساب الجميع كطفل مدلل وعدوه بحكم شعب يتيم كي يلهو به لصالحهم..

وكان ذلك ممكن التحقيق مرة أخرى لولا الملايين الهادرة التي خرجت في ثورة 25 يناير..
***
باختصار شديد بدا الأمر مكونا من ثلاثة أضلاع: ضلع يمثل محتالا يحاول الاستيلاء على عمارة هائلة فاخرة..وسمسارا وضيعا خائنا يعرف صاحب العمارة لكنه يخدعه ويخونه و يجهّز للنصاب المحتال الأوراق المزورة وأحكام الصحة والنفاذ لتكريس ملكيته للعمارة.. كان هذا هو الوضع حتى صبيحة 25 يناير 2011..

المفاجأة المذهلة التي حدثت في ذلك اليوم والأيام التالية هي حضور الوتر.. الضلع الثالث.. وهم أصحاب العمارة.. و أصحاب العمارة هم الملايين .. هم الأمة التي خرجت عن بكرة أبيها لتملأ الشوارع وتقضي على أحلام المحتال والسمسار.. ومن يومها لا يكفان – كأي محتال وسمسار- عن إعادة المحاولة... ولكن لم يعد ثمة سبيل أمام المحتال والسمسار إلا خداع صاحب العمارة أو تخديره وتغييبه بعد أن استحال عليهم قتله أو تغييبه في السجون بالتزوير.. وذلك ما تحاول النخبة الخائنة أن تفعله.

***
كنت أود أن أكتب عن مهزلة البرادعي منذ جاء عام 2009 حتى نصّبه الجنرال الهزلي علاء الأسواني رئيس وزراء لمصر بعد أن بايعه خمسون مرتزقًا..

كان صاحب العمارة موجودا ففسدت الصفقة

ومرة أخرى تصرف البرادعي كطفل فغضب.. وتنحى .. لعل ماما أمريكا تتدخل فتغير الوضع على الأرض لصالحه.. ولعل جواسيس علاء الأسواني الفرنسيين يساهمون في ذلك.

***
كل وجه من وجوه البرادعي كان كفيلا بإفساد الأمر..

كل وجه من وجوهه.. اعتبارا من شأنه الخاص إلى شأنه الوظيفي إلى شأنه الدولي إلى علاقته بأمريكا إلى علاقته بمصر.. فكل شيء فيه يدعو لاجتنابه..

كذلك.. إن عصابة الأصدقاء الذين أحاطوا به يملكون قوة تنفير خارقة.. ولو كان مقبولا لنفرونا منه.. فما بالكم وهو مرفوض..

الفضائيات التي دافعت عنه أيضا ساهمت في التنفير منه..

وخروج ريم ماجد محمرة العينين تقدمه وهو يتحدث في نبرات باكية ذكرني بمحاولتهم لتقليد فيلم آلام المسيح .. ولم يبق للبرادعي إلا أن يحمل صليبا.. لكن ريم والعينين المحمرتين والنبرات الباكية قد ساهمت جميعا في التنفير منه تماما كما ساهم في التنفير منه يسري فودة عندما اعتصر دموع البرادعي بل رأى دموعا لم نلحظها فأخذ يعلق عليها ويتغزل فيها لكن ذلك لم ينجح إلا في تنفيرنا منهما معا وفي تذكيرنا بالشبهات التي أثيرت حول يسري فودة وخيانته للقاعدة وعلاقته بالمخابرات الأمريكية..

***
المضحك حتى البكاء أن هذه القنوات التي تمثلها أون تي في ( مثل كل القنوات الخاصة تقريبا) غفلت عن أمر مهم جدا.. وهي أنها مضحكة جدا.. ذلك أن كل هذه البكائية حيث العويل والنواح والبكاء والصراخ ولطم الخدود وشق الجيوب تتم لسبب غريب جدا.. إذ أنهم ظهروا بعوراتهم كاملة دون ورقة توت.. إنهم يزعمون أنهم يدافعون عن الديمقراطية..لكنهم يقيمون احتفالية أحزان تنافس أحزان فيلم "آلام المسيح".. يقيمونها باسم الديمقراطية لأنهم يرفضون نتائج أنزه انتخابات تمت في تاريخ مصر كله..

أصمت..

أم أضحك..

أم أنوّح..

كيف يمكن للعقل البشري أن يتدنى إلى هذا الحد؟!..

فجأة أصبحت الانتخابات عملا فاشيا.. بل بدت الديمقراطية نفسها عملا شائنًا ومخالفا للآداب العامة وخادشا لحيائهم....

يقول عمار على حسن الذي أضرب عن الطعام من أجل علاء عبد الفتاح الذي كتب في مدونته أنه بلا دين وأنه يشجع الشواذ، وأفدح من هذا وأخطر ترويجه – عمار- للفكر المنحرف لجمال البنا، وقد آل على نفسه –عمار!- تفتيت الصف المسلم عن طريق علاقته بالصوفية فكأنما أقواله أقوال القديسين وأفعاله أفعال الشياطين.. يقول-عمار!!- :

في هذه الأيام العجاف التي اختلط فيها الحابل بالنابل، وكثر فيها الحديث عما يسمى «الأغلبية الصامتة»، أجد نفسي أردد مع الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه: «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه»، وأقول مع أبو حيان التوحيدي: «الحق لا يصير حقا بكثرة معتقديه، ولا يستحيل باطلا بقلة منتحليه»، وأصرخ مع ابن حزم الأندلسي: «وأما قولهم إن الذي عليه الأكثر فهو الهدى، والطريقة المثلي، فكلام في غاية السخف.. ولا يرضى به من له مسحة عقل»، وأنصت إلى نصيحة عبد الله النديم وهو يأمرني: «اتبع الحق وإن عز عليك ظهوره». وقبل كل هؤلاء أسمع وأطيع قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا»

يا إلهي..

كل هذا لأن المسلمين اكتسحوا صندوق الانتخابات..

كل هذا لأن المسلمين عندما سلكوا طريق الديمقراطية الذي طالما عيرتموهم به وهددتموهم به خالفوا توقعاتكم واكتسحوكم.. فماذا فعلتم؟.. بكيتم كالأطفال ورحتم تحاولون تحطيم اللعبة كلها..
***
البرادعي أيضا – وريم ماجد بالطبع- بكى كالأطفال..

بعد نجاح بكاء وائل غنيم في إكسابه شعبية كاسحة أصبح كل من يريد اكتساب هذه الشعبية يظهر على الفضائيات ويبكي. سوف ترون البرادعي في الأيام القادمة يبكي كثيرا على شعب مصر الذي لم يحبه أبدا. يقول عنه زملاؤه إنه بلا عواطف. سوف يبكي ليشعل الفتنة. يحاول أن يبدو بمظهر الشهيد. وكأن الشهادة فيروس سينتقل إليه من ملامح ريم ماجد ألفريد ويسري شيبة.. أقصد فودة.. سوف يزعم أن الانتخابات ليست هي السبيل الوحيد للديمقراطية، لن يعلن بالطبع أن السبيل الوحيد الذي يرضيه هو المندوب السامي الأمريكي فإن لم يكن ففي خيمة الأسواني بالتحرير. البرادعي: هذا المزيف الكريه يرفض اختيارات أكثر من ثلاثين مليونا ليطالب باختيارات ثلاثين مرتزقًا لعل الأسواني جمعهم له من حانات الخمر وأوكار البانجو.

سوف ترون البرادعي يرتدي قناع شهيد.. لكنه قناع مزور فاحذروه.. سوف ترونه يبكي بالدمع الهتون شعبا لم يحبه أبدًا.. ومنصبًا لم يكن سيحصل عليه أبدًا.. غره الشيطان فأوهمه أنه قاب قوسين أو أدنى منه.. خدعه أصدقاء السوء فأوهموه أنه قاب قوسين أو أدنى منه.. خدعه علاء الأسواني.. وربما كان الجواسيس الفرنسيون هم الذين خدعوهما معا. لم يكن للبرادعي ثمة أمل.. فلماذا لا يستغل هذا لإشعال البلد يوم 25 يناير؟.

كتب مجدي الجلاد (الجيم قبل الدال):
"تراجع الدكتور محمد البرادعى عن خوض انتخابات الرئاسة، وأرجع قراره إلى أن ضميره لا يسمح له بالترشح في ظل نظام مصطنع وغير ديمقراطي. وأثار القرار فور إعلانه ردود أفعال متباينة بين القوى السياسية والحزبية والثورية، إذ اعتبره البعض خسارة للسياسة المصرية، فيما رأى آخرون أنه هرب من مواجهة المجلس العسكري والقوى الإسلامية الصاعدة."

***
فلنأخذ شهادة أصدقائه وتابعيه بل دراويشه في الجمعية الوطنية للتغيير.

يقول الدكتور حسن نافعة عن أسباب انسحابه فيقول إنه أيقن أن فرصه في الفوز بالمقعد الرئاسي باتت ضئيلة تماماً إن لم تكن معدومة. وأنه يعترف بخسارته وعجزه عن قيادة قطار التغيير، ثم عن توجيه مساره نحو الهدف المنشود، لكنه يحاول إلقاء اللوم على المجلس العسكري وحده، ويستثنى نفسه من أي نقد ذاتي.

إن البرادعي يريد أن يحجز لنفسه مقعداً في حافلة الموجة الثانية للتغيير
***
في 4/7/2011 ( شبكة المخلص) كشف الأستاذ حمدي قنديل سبب تقديم استقالته من الجمعية الوطنية ( نحذف هنا سبابًا قبيحًا وجهه للبرادعي) ومعه عدد من القيادات منهم الدكتور حسن نافعة والدكتور محمد أبو الغار والدكتور علاء الأسواني والمستشار محمود الخضيري والدكتور محمد غنيم، وعدد كبير من القيادات، وكان مأخذنا عليه أنه لا يقيم في مصر كثيرًا».

وقال: إنه يعتقد أنه «لا يصلح رئيسا لها».
***
وننتقل إلى طرف ثالث هو مايكل منير وهو من خلفية ثقافية قريبة من البرادعي: " إن قرار "البرادعي قد يكون له رد فعل يوم 25 يناير لإنفجار ثورة ثانية.

أما محمد جمال عرفة فإنه يهاجم البرادعي متهماً إياه –صراحة- بالتآمر: 'هذا التحريض يتضمن التجهيز لمواجهة دامية مع القوات المسلحة يوم '25' يناير وشرحاً لأساليب الهجوم على معدات القوات المسلحة، والتحريض على اقتحام بعض المنشآت الحيوية والمهمة في الدولة، والتحريض على استهداف بعض الشخصيات العسكرية!

***
يكمل سعيد إسماعيل قائلًا إنه انسحب عندما تيقن من الهزيمة. ويقول آخر إنه تأكد أيضا من أن الهزيمة ستكون مهينة وشائنة وستقضي على مستقبله السياسي.

وكتب فراج إسماعيل :
دائما كان الدكتور محمد البرادعي مترددا. حتى عندما يتكلم تخرج الحروف العربية منه مترددة متلعثمة لدرجة أن أحد علماء النطق وصفها بحالة ميتافيزيقية لا تجعله صالحا للرئاسة.

يأتي في ربع الساعة الأخير من الفيلم وسرعان ما يخرج إذا اعتقد أن القصة لم تستكمل أو لا تسير وفق خياله!
اختيار الألفاظ والعبارات موجه للشباب ليقوم بثورة ثانية في ذكرى الثورة الأولى. تحريض وتحرش يقوم به رجل اشتهر بالتردد .. البيان كله تحريض وليس مجرد انسحاب من السباق.

***
تتدافع الأحداث وتتلاطم الأمواج ويهدر الطوفان وينحدر السيل وأنا أحاول أن أواجه كل هذا وأن أعبّر عن كل هذا وأن أرد على كل هذا وأن أحلل كل هذا وأن أفند بعض هذا وأؤيد بعض ذلك فأبدو كفرد يطويه الموج ....................وسنظل كذلك حتى تعود خلافة راشدة كالخلافة الأولى..
الفتح

ليست هناك تعليقات: